الموت يغيّب الممثل الفرنسي آلان ديلون بعد تدهور صحته منذ إصابته بسكتة دماغية في العام 2019.
عن عمر ناهز 89 عاماً، رحل أمس الأحد، الممثل الفرنسي الشهير، آلان ديلون (1935 – 2024)، صاحب الشخصية المحبوبة لدى الملايين من عشاق السينما، والذي تنوعت أدواره بين سفاح أو مجرم أو قاتل مأجور خلال قمة عطائه عندما كان شاباً.
وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن صحة ديلون تدهورت منذ إصابته بسكتة دماغية في العام 2019، وكان نادراً ما يغادر منزله في منطقة فال دو لوار.
وبسبب عينيه الزرقاوين الجذابتين ووسامته، كان يُشار إلى ديلون أحياناً بأنه “فرانك سيناترا الفرنسي”، في إشارة إلى المغني والممثل الأميركي من أصل إيطالي، وهي مقارنة لم تعجب ديلون.
وبزغ نجم الفنان الفرنسي في فيلمين للمخرج الإيطالي لوكينو فيسكونتي، وهما فيلم “روكو آند هيز براذرز” (روكو وإخوته) إنتاج 1960 وفيلم “ذا ليبارد” (النمر) إنتاج 1963.
ولعب دور البطولة إلى جانب الممثل الفرنسي المخضرم جان جابين في فيلم “ميلودي أون سو-سول” (أي رقم يمكنه الفوز) إنتاج 1963 ومن إخراج هنري فيرنوي.
وحقق نجاحاً باهراً في فيلم “لو ساموراي” (الابن الروحي) إنتاج 1967 من إخراج جان بيير ميلفيل. ولم يتضمن دور القاتل المأجور الفيلسوف إلا النزر اليسير من الحوار وكثيراً من المشاهد الفردية التي أبدع فيها ديلون.
وأصبح ديلون نجما في فرنسا وحظي بالإعجاب الشديد من الرجال والنساء في اليابان، إلا أنه لم ينجح بالقدر نفسه في هوليوود على الرغم من تمثيله مع عمالقة السينما الأميركية مثل بيرت لانكاستر الذي أدى دور مرشد القاتل “سكوربيو”، الشخصية التي جسدها ديلون، في الفيلم الذي حمل الاسم نفسه من إنتاج 1973.
وولد ديلون في ضاحية على مشارف باريس، وبدأ حياته بمواجهة صعوبات جمة، إذ وضع في دار للرعاية في سن 4 سنوات بعد انفصال والديه.
وفر من المنزل من قبل وطرد عدة مرات من مدارس داخلية قبل أن ينضم لمشاة البحرية الفرنسية ويخدم في الهند الصينية، التي كانت مستعمرة فرنسية في ذلك الوقت. ووقع في مشكلات هناك أيضاً بسبب سرقة سيارة.
وتنقل في وظائف مختلفة عندما عاد لفرنسا في خمسينيات القرن الماضي ثم قابل الممثل الفرنسي جون-كلود بريالي، الذي اصطحبه لمهرجان كان حيث جذب انتباه أميركي يبحث عن مواهب والذي رتب له اختبار أداء. وظهر بعدها في أول فيلم وهو “ارسل امرأة عندما يخفق الشيطان” في عام 1975.
والراحل ديلون كان أيضاً رجل أعمال بجانب التمثيل واستغل وسامته للإعلان عن مستحضرات تجميل.
وعرف عن ديلون اتخاذ مواقف مثيرة للجدل خارج مجال الفن مثل تعبيره عن الأسف على إلغاء عقوبة الإعدام واستياءه من زواج المثليين الذي قننته فرنسا في العام 2013.
كما دافع علناً عن حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف واتصل هاتفياً بمؤسس الحزب جان ماري لوبان صديقه القديم ليهنئه على أداء حزبه الجيد في انتخابات محلية عام 2014.
وكان آخر ظهور علني بارز لديلون خلال تسلمه للسعفة الذهبية الشرفية في “مهرجان كان السينمائي” في أيار/مايو عام 2019.