تطوير آلة تضليل إعلامي تعمل بالذكاء الاصطناعي

OpenAI

يُعتبر التهديد الذي يشكله الذكاء الاصطناعي على الديمقراطية، من خلال قدرته على تسريع إنشاء ونشر المعلومات المضللة عبر الإنترنت، أحد أكبر المخاوف في النقاش الدائر حول الذكاء الاصطناعي.

ويبدو أن هذا التهديد بات أكثر جديّةً، بعد أن قام أحد المطورين ببناء “آلة تضليل” تعمل بالذكاء الاصطناعي باستخدام تقنية تعمل بنظام “أوبن إيه آي” على غرار “تشات جي بي تي”.

أُطلق على المشروع الجديد اسم “كاونتر كلاود”، وقد استغرق إنشاؤه شهرين، أما كلفته فكانت أقل من 400 دولار شهريًا لتشغيله، ما يسلط الضوء على مدى رخص وبساطة إنشاء دعاية جماعية.

وذكرت “وايرد” أن مطور المشروع، الذي اختار عدم الكشف عن هويته، استخدم اسمًا مستعارًا هو “ني باو”، وادعى أنه متخصص في الأمن السيبراني.

وفي مقطع فيديو نُشر على موقع “يوتيوب”، وصف باو كيف ولماذا تم تنفيذ المشروع، وقال إنهم يريدون أن يروا معلومات مضللة تعمل بالذكاء الاصطناعي “تعمل في العالم الحقيقي”، مضيفين أن “الكفاءات اللغوية القوية لنماذج اللغات الكبيرة مناسبة تمامًا لقراءة وكتابة المقالات الإخبارية المزيفة”.

وقال باو إنه بدأ بإدخال مقالات “معارضة” في ChatGPT وكتابة مطالبات تأمره بكتابة مقال مضاد.

وسيقدم روبوت الذكاء الاصطناعي بعد ذلك أمثلة مختلفة لنفس المقالة، مكتوبة بأساليب مختلفة ووجهات نظر مختلفة من خلال “اختلاق قصص مزيفة وأحداث تاريخية مزيفة وإثارة الشك في دقة المقال الأصلي، وتمت بعد ذلك إضافة وحدة حماية البوابة بحيث يستجيب الذكاء الاصطناعي فقط للمحتوى الأكثر صلة، في حين تمت إضافة مقاطع صوتية لقراء الأخبار الذين يقرؤون المقالات والصور المزيفة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لخلق الأصالة.

كما قام المطور بإنشاء ملفات تعريف صحافية مزيفة وتعليقات مزيفة أسفل بعض المقالات، بعد ذلك، طُلب من النظام الإعجاب وإعادة نشر الرسائل التي تتماشى مع روايته أو كتابة تغريدات “مضادة”. وفي غضون شهرين، كان لديهم نظام مستقل تمامًا يعمل بالذكاء الاصطناعي، والذي أنتج “محتوى مقنعًا بنسبة 90% من الوقت، على مدار 24 ساعة يوميًا، وسبعة أيام في الأسبوع”.

وقال باو إن المطورين لم ينشروا النموذج على الإنترنت بعد، لأن “هذا يعني نشر المعلومات المضللة والدعاية بشكل نشط، وبمجرد ظهور “الجني” على الإنترنت، لا يمكن معرفة أين سينتهي به الأمر”، لكنه أضاف أنه يعتقد أن المزيد من الخير سيأتي من نشر “كاونتر كلاود” وتثقيف الجمهور حول كيفية عمل هذه الأنظمة من الداخل.