مهرجان كان السينمائي

منع العري في مهرجان كان السينمائي يُشعل الجدل

خلال السنوات القليلة الماضية، هيمنت صيحة واحدة في عالم الأزياء على السجادة الحمراء.. فستان “العُري”، المُصمّم ليكشف جسد أو جزءًا من جسد من ترتديه. وقد ثبت سريعاً أنه وسيلة مضمونة للمشاهير لجذب عناوين الصحف، فحظي بدعم واسع من عدد كبير من نجوم صناعة الترفيه.

لكن اليوم، سيضطر أيّ منسّق أزياء للمشاهير مُتّجه إلى جنوب فرنسا متأملًا في الاستعانة بأقمشة الشيفون أو الدانتيل الشفاف كأدوات قوية للتأثير، لإعادة النظر عقب التعديل الجديد على قواعد اللباس الخاصة بمهرجان كان السينمائي قبل 24 ساعة فقط من افتتاح الحدث الكبير، الثلاثاء.

وبحسب موقع المنظمين الرسمي، فإنّ “العُري ممنوع على السجادة الحمراء، وكذلك في أي منطقة أخرى من المهرجان”. وأضاف الموقع أنّ هذا القرار الذي سيؤثر بشكل مباشر على الصيحة المتزايدة لفستان “العري”، قد اتُّخذ “لدواعي اللباقة”.

ومن الإنصاف القول إنّ سجادة مهرجان كان لهذا العام ستبدو مختلفة كليًا عن العام الماضي. ففي مهرجان كان 2024 ظهرت عارضة الأزياء من أصل فلسطيني بيلا حديد بفستان بني رملي اللون من توقيع “سان لوران”، تميّز بصدّارة هالتر شفافة تماماً. وارتدت المصوّرة ناديا لي كوهين فستاناً شفافاً محبوكاً من سان لوران أيضاً، خلال العرض الأول لفيلم “The Shrouds”. وبعد أيام، اختارت الممثلة فيكي كريبس فستاناً شفافاً مستوحى من أزياء النوم، من توقيع أرماني بريفيه.

إلا أنّه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الفساتين سيُسمح بها في فعاليات هذا العام، نظراً لأنها تكشف عن درجات متفاوتة من العُري. وفي الواقع، فساتين “العري” ليست متساوية، على الأقل لجهة درجة العري الذي تكشف عنه.

وعوض توفير الوضوح والتوجيه بشأن خيارات الأزياء، يبدو أن البند المُضاف إلى قواعد اللباس في مهرجان كان يثير المزيد من التساؤلات.. فعلى سبيل المثال:

  • ما هو تعريف العري الخاص بهم؟
  • ما الذي يُعد انتهاكًا لقواعد اللباس الجديدة؟
  • هل يُنظر إلى العري بشكل كلي، أم أنّ ظهور حلمة ثدي، كما حدث مع الممثلة البريطانية فلورنس بيو في فستان فالنتينو الوردي الفاقع، تُخاطر برفض دخولها شارع “الكروازيت”؟

على الأرجح أنّ الإرشادات المُحدّثة التي تُعد واحدة من تغييرَين كبيرَين في قواعد اللباس، إلى جانب حظر الملابس “الضخمة” ذات الذيل الطويل، لم تأتِ نتيجة لانتشار هذا النوع من الفساتين فحسب، بل بسبب بعض الحالات المتطرّفة التي طغت على الحدث الذي ارتُديت لأجله.

ففي وقت سابق من هذا العام، دفعت بيانكا سينسوري حدود الجرأة إلى أبعد مدى عندما ارتدت قطعة من الشبك الشفّاف خلال حفل توزيع جوائز “غرامي”، برفقة زوجها المغني الأمريكي كانييه ويست، الذي يُعرف الآن باسم “يي”. من دون ارتداء ملابس داخلية، ومن دون أي لمسة فنية تُذكر، فبدا أنّ الإطلالة تُمثّل مرحلة جديدة من هذا الاتجاه، حيث استبدل الإيحاء بقوة الصدمة المباشرة.

وبالنسبة لمنظمي مهرجان كان السينمائي، فهذا النوع من الاستعراض يفضلون الاحتفاظ به للشاطئ، لا على السجادة الحمراء.

إليسا

إليسا تنعى السيدة نهاد الشامي