وقوف صابر الرباعي على خشبة «مسرح أبو بكر سالم» قبل أيّام في إطار حفلة «روائع بليغ حمدي» ضمن «موسم الرياض»، لم يمر مرور الكرام في بلده تونس. إذ عبّر عدد من الفنانين والمثقفين والناشطين في المجال الثقافي عن إدانتهم لهذه المشاركة التي تتزامن مع نهر دماء أطفال غزة وقصف المستشفيات والمدارس، في الوقت الذي يغنّي فيه الرباعي وغيره من الفنانين العرب، من دون أدنى احترام لمعاناة الفلسطينيين.
لم يشفع لصابر تبرّعه قبل أيام عبر أثير إذاعة «ديوان أف أم» بنحو عشرين ألف دولار أميركي لغزّة. حتّى هذا المبلغ، اعتبرته المغنية الاستعراضية، إيمان الشريف، بسيطاً جدّاً قياساً بالمبلغ الذي تقاضاه في السعودية. أما المسرحي والمنشد الشعبي، عبد الرحمن الشيخاوي، فكتب تدوينة باللهجة المحكية التونسية مفادها أنّ صابر لم يحترم دماء الفلسطينيين، وذهب يغني في السعودية وهو «جدير باللعنة» على حدّ تعبيره. وفي السياق نفسه، كتب الكاتب العام السابق لـ «مهرجان قرطاج الدولي» ومدير مجلة «شاشات» السينمائية، منير فلاح: «بينما تحترق غزة يغني الليلة في السعودية… لا تليق به أبداً كلمة فنان». واعتبر فلاح الذي يعرف الرباعي منذ بداياته وينحدر من مدينة صفاقس أيضاً، أنّ صاحب أغنية «عزّ الحبايب» لا يعنيه إلا جمع الأموال.
من جانبه، رأى الإعلامي الشاب وسام حمدي أن صابر «يثبت في كلّ مرة أنه ليس أهلاً للاحترام ولا يشرف أبداً… وأن لا عبادة له سوى جمع المال…». أما الشاعر توفيق مقطوف، فكتب: «يذهبون إلى الغناء في السعودية مقابل أجر ضخم، ثم يعلنون عن تبرعهم ببعض الأرباح لغزة… في الأثناء، الغزّيون يشربون من ماء البحر ويتضوّرون جوعاً و قهراً ويتماً وخوفاً. آلاف القتلى والجرحى.. 50% من البيوت في غزة دُمرت كلياً».
واستحضر بعض الناشطين الصورة الشهيرة التي جمعت صابر الرباعي على الحدود بين الأردن وفلسطين المحتلة مع ضابط إسرائيلي. الصورة التي واجه بسببها صاحب أغنية «أتحدّى العالم» اتهامات بالتطبيع، جرى تداولها آنذاك على نطاق واسع فيما أدانتها الصحف التونسية.