موت نجاح سلام يطوي صفحة من تاريخ الفن والغناء

نجاح سلام

غيّب الموت الخميس المغنية اللبنانية نجاح سلام عن سن تناهز 92 عاما عاشت معظمها في عالم الفن متنقلة بين لبنان ومصر وباقي البلدان العربية قبل أن تضع الحجاب وتبتعد عن الساحة الفنية.

وكتبت ابنتها سمر سلمان العطيفي عبر حسابها على فيسبوك “وانتهى المشوار يا عروبة… ماما في رحاب الله”، من دون أن تشير إلى أسباب الوفاة.

ونعى مسؤولون في بيروت الفنانة التي اشتُهرت عربيا على مدى مسيرتها الطويلة بأداء الأغاني الوطنية للبلدان العربية، إضافة إلى الابتهالات الدينية وخصوصا في الفترة الأخيرة من مسيرتها الفنية.

ورثى رئيس الحكومة اللبنانية السابق تمّام سلام قريبته الراحلة، واصفا إياها بـ”الفنانة الكبيرة”، معتبرا أن “صفحة من تاريخ الفن والغناء” في العالم العربي انطوت مع وفاة المغنية المولودة عام 1931 والتي اعتزلت قبل أكثر من 30 عاما.

ونعاها كذلك رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، إذ كتب عبر وسائل التواصل “رحم الله الفنانة القديرة نجاح سلام، وأخلص التعازي لعائلتها ومحبيها”.

ونجاح محيي الدين سلام هي حفيدة الشيخ عبدالرحمن سلام مفتي لبنان، وابنة الفنان والأديب محيي الدين سلام أحد أبرز الملحنين وعازفي العود في لبنان والوطن العربي.

صحبها والدها طفلة إلى القاهرة، حيث تعرفت على كبار الفنانين والملحنين وسجلت عام 1949 أول أغانيها وهي “حول يا غنام” وأغنية “يا جارحة قلبي”.

وغنّت نجاح سلام لأهمّ الملحّنين، ومن أبرز أغنياتها “أسرار الحب” و”أنا النيل مقبرة الغزاة” و”ميّل يا غزيّل” و”برهوم حاكيني” و”يا أغلى اسم في الوجود يا مصر” و”الشب الأسمر” وسواها الكثير بين خمسينات القرن العشرين وسبعيناته، كذلك غنّت “سوريا يا حبيبتي”، وللجزائر “محلى الغنا بعد الرصاص ما تكلم”، ولدول عربية أخرى.

وتولّت نجاح سلام اعتبارا من مطلع الخمسينات أدوار البطولة في عدد من الأفلام السينمائية، تمثيلاً وغناءً، كان أولها “على كيفك” عام 1952 بمشاركة ليلى فوزي وتحية كاريوكا ومحسن سرحان ومن إخراج حلمي رفلة، ثم “الدنيا لما تضحك” مع شكري سرحان وإسماعيل ياسين و”ابن ذوات” مع إسماعيل ياسين وعبدالسلام نابلسي والذي غنت فيه عددا من الأغنيات الشعبية مثل “برهوم حاكيني” و”الشاب الأسمر”، ثم “الكمساريات الفاتنات” مع كارم محمود، و”سر الهاربة” مع سعاد حسني و”دستة مناديل” وسواها.

وكان فيلم “السعد وعد” سعدا على نجاح سلام عندما نشأت قصة حب بينها وبين الفنان محمد سلمان فتزوجا وأسسا شراكة فنية وأنجبا ابنتين هما سمر وريم.

غنت نجاح سلام خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، أشهر أغانيها الوطنية ومنها “يا أغلى اسم في الوجود” وقصيدة “أنا النيل مقبرة للغزاة” والتي سجلتها تحت القصف، كما روت المغنية الراحلة في أحاديث صحفية.

عاشت نجاح سلام فترات طويلة في مصر وتم تكريمها بمنحها الجنسية المصرية عام 1974، كما أنها حصلت على أوسمة وتكريمات في بلدها لبنان من بينها وسام الاستحقاق برتبة فارس الذي منحه إياها الرئيس اللبناني إلياس الهراوي، إلى جانب أنها نالت تكريمات في عدد من الدول العربية كسوريا.

وفي العام 2000، تحجّبت نجاح سلام وابتعدت عن الأضواء. وقالت عام 2016 في حديث لصحيفة “الراي” الكويتية “الاعتزال لم يكن واردا عندي، ولكن عندما ذهبتُ إلى الحج برفقة ابنتي وصهري، وأديتُ الفريضة، عدتُ وأنا أرتدي الحجاب، ولكنني لم أعتزل الفن بل اتجهت نحو الغناء الوطني والديني”.

وأفيد بأن الراحلة نجاح سلام تشيّع الجمعة في أحد مساجد العاصمة اللبنانية وتُوارى في ثرى حرج بيروت.