ربما اتخذ ربيع كيروز نهجًا أكثر هدوءًا لهذا الموسم، حيث كشف مجموعته في صالة عرض بدلاً من القيام بعرض أزياء على المنصّة. ولكن بطريقة ما كان لديه الكثير ليقوله أكثر من أيّ وقت مضى. بادئ ذي بدء، بعد أن كان للتو عضوًا في لجنة تحكيم Design Parade، لمهرجان Hyères، قدّم مجموعته من الألبسة الجاهزة لربيع 2024 في باريس. قال لمجلّة فوغ: “أحب فكرة الخروج من الزمن… يجب أن أكون حرّاً بطريقة ما حتى أفكر بشكل أفضل”.
من خلال هذه المجموعة، يعبّر ربيع كيروز عن الرؤية التي كانت في ذهنه، والتي تضمنت انتظار امرأة لعشيقها، ربما بحزن في أحد الموانئ. يستحضر الألوان والمواد: قماش الساتان والكريب والحرير والقطن. كما يعكس العلاقة الحميمة لارتداء ملابس شخص آخر أثناء غيابه.
للمرة الأولى، أراد المبدع أن تتحدث الملابس عن نفسها حرفياً. تمّ تطريز الفساتين الصغيرة الضيّقة السوداء من التول البخاري بشكل مميّز متأثرًا بمقتطفات من كتاب تشارلز بودلير “Beau Navire”. ربما ليس من المستغرب أنّ كيروز كان مفتونًا بشكل خاص بالمقطع الذي يصف فيه الكاتب الإيقاع الكسول والبطيء للتنورة العريضة، التي يقارنها الشاعر بسفينة في البحر.
لكن هذه القطعة لم تكن شاعرية فحسب، بل كانت ذكية، تمّ تصميمها بشكل متراكب في المجموعة، ما أدّى إلى إنشاء إطلالة عبّرت عن الكلمات الموجودة خلف السطور بحيث لا نحتاج إلى قراءة “Fleurs de Mal” لفهم معنى الإثارة.
إذا كان كيروز شغوفًا بالتقاط الإيماءات الشعرية للملابس، فإنّه يفكر دائمًا في لغتهم المرئية. هنا، يبدو أن هذين التعبيرين يندمجان بسلاسة: فتحة التهوية تقسم جانبًا من سترة ذات هيكل خفيف، المنحنى المتموّج لفستان أسود بوستييه منتفخ قليلاً منفّذ بقماش الأورغانزا، ياقة عاليّة ينساب منها ذيل. كيروز توصّل إلى انسجام مميّز في خلق هذه القطع.