وداعاً أحمد عدوية… صوت البهجة الذي لن يُنسى

أحمد عدوية

توفي الفنان المصري أحمد عدوية عن عمر يناهز 79 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض الذي استمرّ سنوات عقب حادث أليم. ويعتبر عدوية، الذي يُعدّ الأب الروحي للأغنية الشعبية، رمزاً للفرح والبهجة التي كانت تغمر المناسبات، بل وأيضاً لحظات الحياة اليومية. وُلدت أشهر أغنياته في السبعينيات، مثل “يا بنت السلطان”، “السح الدح امبو”، “سلامتها أم حسن”، “زحمة يا دنيا زحمة”، و”لبلاش اللون ده معانا”، لتكون جزءاً لا يُنسى من التراث الشعبي المصري.

برهن عدوية على أن مدرسته الموسيقية كانت عصريّة وتتجاوز حدود الزمن. حتى بعد غياب طويل دام عشر سنوات، عاد ليغني مع الفنان اللبناني رامي عياش في أغنية “الناس الرايقة”، ليؤكد أن مكانته في عالم الفن الشعبي لا غبار عليها. عبّر عياش عن فخره بهذه التجربة ورثاه: “فقدنا اليوم صوتاً عظيماً وأسطورة من أساطير الفن. شرف لي أنني كنت جزءاً من عودته الكبرى بعد غياب طويل، وأننا قدمنا معاً “الناس الرايقة”، واحدة من أبرز أغاني الديو في الشرق الأوسط. لن يُنسى أبداً، وستظل ذكراه حية في قلوبنا”.

تمتع عدوية بشخصية إنسانية فريدة قريبة من الناس، وبصوته العذب وألحانه البسيطة التي تمكنت من الوصول إلى قلوب الجميع، فحاز على محبة واحترام زملائه في الوسط الفني. وكان من أكثر اللحظات التي يعتزّ بها، لقاؤه مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، الذي أهدى له أغنيته الشهيرة “السح الدح امبو” في صورة نادرة جمعتهما. هذا الظهور التاريخي كان شاهداً على التأثير الكبير الذي تركه عدوية في عالم الفن المصري. كما رثاه نجله محمد، فقد كان “طيب القلب، حنون القلب، جابر الخواطر”، ما دفع أحد محبّيه على السوشيل ميديا إلى وصفه بـ”مارادونا الفن الشعبي”.

غادر أحمد عدوية الحياة بعد سبعة أشهر فقط من وفاة زوجته، ونيسة أحمد عاطف، التي كانت تعاني من مضاعفات مرض السكري. وقد أثّر فقدان شريكة عمره في حياته بشكل كبير. ودّع جمهوره في أغنية “على وضعنا” التي جمعته مع نجله محمد والفنان محمد رمضان. وفي أيامه الأخيرة رفض التقاعد، ليؤكد أنه سيظل جزءاً من ذاكرة الفن المصري، حتى وهو بين الناس في مدينة حلوان، حيث غنّى لهم الوداع.