ألهمت قضية التشهير بين الممثل الأمريكي جوني ديب وزوجته السابقة الممثلة آمبر هيرد، صناع السينما الأمريكية إذ أعلنت نيتفليكس تقديم مسلسل يسرد قصة الخلاف بينهما. كيف أثرت القضية على صورة كل من ديب وهيرد؟
أسدل في يونيو / حزيران العام الماضي الستار عن واحدة من أشهر المحاكمات بعد أن كسب الممثل الأمريكي جوني ديب، بطل سلسلة أفلام “قراصنة الكاريبي”، قضية تشهير ضد زوجته السابقة الممثلة آمبر هيرد. وقد أثارت القضية الكثير من الجدل والمواقف المتباينة ما بين مؤيد لجوني ديب ومساند لآمبر هيرد في النزاع القضائي الذي لاقى اهتماما إعلاميا كبيرا أخذ مداه على منصات التواصل الاجتماعي.
ويبدو أن هذا الاهتمام دفع منصة “نتفليكس” إلى تقديم مسلسل مؤلف من ثلاث أجزاء يسرد القضية بشكل حيادي تحت عنوان “Depp v. Heard” أو “ديب ضد هيرد” بداية من الأربعاء (16 أغسطس / آب) في عمل من إخراج إيما كوبر التي رشحت لجوائز إيمي وبافتا عن فيلم The Mystery of Marilyn Monroe: The Unheard Tapes أو “سر مارلين مونرو: الأشرطة غير المسموعة”.
وقالت المنصة في بيان إن المسلسل يعد أول عمل يربط بين البيانات الرئيسية التي تم الإدلاء بها في المحاكمة من قبل الطرفين، فضلا أنه يسرد الحقيقة حيال من الجاني ومن المجني عليه في الزواج بين جوني ديب وآمبر هيرد الذي دام 15 شهرا وايضا حيال الشخصية التي اختلقت الاتهامات”. وأضافت المنصة إن مسلسلها يطرح تساؤلا غاية في الأهمية مفاده هل كانت المحاكمة ترمي إلى الترويج للنجمين؟
انقسام الجمهور
يشار إلى القضية اثارت انقساما في الرأي العام فيما يرمي المسلسل للوقوف على مدى التأثير الذي تسبب فيه الضجيج الإعلامي على مسار القضية خاصة الحملات التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي مثل AmberHeardIsALiar# #JusticeForJohnny أو “آمبر هيرد كاذبة” أو “العدل لجوني”.
وجاء قرار هيئة المحلّفين في القضية الأربعاء (الأول من حزيران/يونيو 2022) لصالح جوني إذ قضى بإلزام آمبر هيرد بدفع أكثر من عشرة ملايين دولار كتعويضات عطل وضرر لديب وذلك بعد إدانتها بتشويه سمعته في مقالة كتبتها في صحيفة “واشنطن بوست” سنة 2018 ووصفت فيها نفسها بأنها “شخصية عامة تمثّل العنف الأسري، رغم عدم ذكرها اسمه صراحة في المقالة.
وبعد ذلك بشهر، أبلغت أمبر هيرد محكمة في فرجينيا أنها ستستأنف الحكم، لكنها في أواخر العام الماضي توصلت إلى اتفاق لإنهاء إجراءات الاستئناف في دعوى التشهير.
دعم آمبر بعد انتهاء المحاكمة
ورغم انتهاء القضية، إلا أن منصات التواصل الاجتماعي شهدت مطلع العام الجاري حملة تحت عنوان #IStandWithAmberHeard أو “أنا أدعم آمبر هيرد” حيث وصف القائمون على الحملة المحاكمة بكونها “غير عادلة” مع إدانة حملات الكراهية التي تعرضت لها الممثلة الأمريكية على منصات التواصل الاجتماعي ضد هيرد.
ولاقت الحملة دعما من الأشخاص الذين مازالوا يصدقون آمبر في دعواها ضد جوني ديب مع انتقادات لاختلال التوازن إذ يعد ديب الطرف الأكثر ثراءً وشهرة فيما اصطف بعض الصحافيين إلى جانب هيرد حيث قالوا إن المحاكمة أضفت شرعية على عمل معادي للنساء فضلا عن أن المحاكمة ساهمت في توجيه انتقادات لآمبر هيرد لكون قضيتها أدت إلى أضعاف زخم حملة “مي تو”.
بدورها، أعربت هيرد عن خيبة أملها البالغة من قرار المحكمة عميقة من نتيجة المحاكمة، قائلة: “خيبة الأمل التي أشعر بها اليوم تتجاوز الكلمات. أشعر بالحزن لأن جبل الأدلة لا يزال غير كافٍ للوقوف في وجه القوة والتأثير والسيطرة غير المتكافئة لزوجي السابق”.
وأضافت “أشعر بخيبة أمل أكثر مما يعنيه هذا الحكم للنساء الأخريات. إنه نكسة. إنه يعيد عقارب الساعة إلى وقت يمكن فيه أن تتعرض المرأة التي تحدثت علانية عن العار والإهانة”.
توقف عن التمثيل
وفي السياق ذاته، أفادت مجلة “بيبول” الأمريكية بأن آمبر ذات السبعة والثلاثين عاما، لم تحصل على اي عمل فني فيما كان أول ظهور علني لها بعد الحكم في مهرجان تاورمينا السينمائي في إيطاليا الشهر الماضي حيث بدت هادئة وهي تقدم فيلمها “In the Fire” الذي تم إنتاجه قبل بدء المحاكمة. ولاقى حضور آمبر على السجادة الحمراء بفستان أسود طويل، ترحيبا كبيرا فيما وجهت الشكر لعشاقها.
ولا يعد الفيلم الوحيد الذي سوف يُعرض لآمبر إذ من المقرر عرض فيلم آخر أواخر العام الجاري حيث تلعب دورا هاما في فيلم “أكوا مان والمملكة المفقودة” والذي أيضا تم تصويره قبل المحاكمة.
عودة جوني ديب
أما فيما يتعلق بالممثل جوني ديب، فقد أثرت القضية على مسيرته السينمائية منذ بداية وقائعها عام 2018 مع كتابة آمبر مقالة في صحيفة “واشنطن بوست” ووصفت فيها نفسها بأنها “شخصية عامة تمثّل العنف الأسري”، رغم عدم ذكرها اسمه صراحة في المقالة.
وعلى وقع ذلك، خسر ديب تمثيل دور القبطان جاك سبارو في الإصدار السادس من سلسلة أفلام قراصنة الكاريبي وأيضا خسر تجسيد دور الساحر الشرير “جيليرت جريندلوالد” في سلسلة أفلام “هاري بوتر” وذلك بعد وقت قصير من نشر المقال. وكان ديب قد رفع دعوى تشهير ضد آمبر حيث طالبها بدفع تعويضات فيما أقدمت هي الاخرى على رفع دعوى مضادة إذ أكدت على حقها في حرية التعبير.
وفي أعقاب المحاكمة، قرر جوني ديب العودة إلى المجال الذي برع فيه في بدايته وهو الموسيقى حيث قام بجولة مع فرقة هوليود فامبير Hollywood Vampires ومع عازف الجيتار جيف بيك الذي سجل معه ديب ألبوما غنائيا.
وجرى اتهام ديب ايضا بالهجوم على زوجته السابقة في إحدى أغاني الألبوم.
ومنذ بدء فصول المحاكمة، تعرض جوني ديب لانتقادات في هوليوود، وخلال العرض الأول لفيلم “جان دو باري” في مهرجان كان خرج الممثل الأمريكي ليقول إنه لم يعد بحاجة إلى هوليوود. ويلعب جوني ديب في العمل المستمد من التاريخ الفرنسي الملكي دور الملك لويس الخامس عشر الذي يقع في حب عشيقته في دور تجسده الممثلة والمخرجة الفرنسية الجزائرية مايوين التي قامت بإخراج الفيلم أيضا.
واثار عرض الفيلم في مهرجان كان انتقادات من أكثر من مئة ممثلة اعتبرن أن تقديمه يرسل “إشارة سيئة”، لكن الملاحظ أن العمل ساعد على عودة جوني ديب إلى عالم السينما.